القائمة الرئيسية

الصفحات

الأكذوبة الكبرى بخطاب "حسن نصرالله" الأخير

أكد الكاتب الصحفي والمحلل السياسي "ياسر الزعاترة" أن الأكذوبة الكبرى التي رددها زعيم مليشيا حزب الله، المدعو "حسن نصرالله" في خطابه الأخير هي قوله إن الموقف الصهيوني قد حسم تماما بأنه يجب إسقاط نظام بشار، وأنه يفضل جبهة النصرة وتنظيم الدولة عليه.
 
وتساءل الكاتب: هل هناك من يتابع الإعلام الصهيوني والسياسة الصهيونية ويقول ذلك غير نصرالله ومريديه؟ كلا بكل تأكيد، فالسياسة الصهيونية الراسخة هي الحرص على بقاء النظام، وإن فضلت إطالة أمد الصراع لاستنزاف الجميع، وما الموقف الأميركي الرافض لسقوط النظام سوى صدى لذلك، وما موافقة الصهاينة على التدخل الروسي إلا تأكيدا على ذلك.
 
وأضاف فى مقال بجريدة العرب بعنوان  "نصرالله إذ يمعن فى الكذب والتزوير" أن البعد الآخر في الأكاذيب يتمثل في حكاية الانتصارات، وقد كان قديما يبرر صمود النظام باحتضان الشعب له، وحين لم يفلح ذلك في تحقيق المطلوب، ومعه الدعم الإيراني ومشاركة الحزب وميليشيات جلبت من أصقاع الأرض، تم الاستنجاد بروسيا رغم حساسية الأمر بالنسبة لإيران. فأي انتصار ساقط ذلك الذي تحققه دولة كبرى، ودولة إقليمية كبيرة، وميليشيات من كل الأرض على فصائل محاصرة ومعزولة حرمت من السلاح النوعي بضغط أميركي، وتجري محاربتها بسياسة الأرض المحروقة عبر طيران بوتن؟! هذا مع أن أحدا لا يقول إن انتصارا قد تحقق، بل هو تقدم لا أكثر (%75 من سوريا خارج سيطرته)، والقصة لا تزال طويلة حتى لو سيطر النظام على الأرض بالكامل، لأن سوريا لن تستقر تحت حكم أقلية لا تتعدى %10 من السكان مهما طال النزاع.
 
وتابع : أما حكاية الدعم الصهيوني للحلف السني، وهي الجانب الآخر المهم في خطاب نصرالله، فهو كلام بالغ السخف، ويكفي أن نشير هنا إلى تركيز نصرالله على تركيا والسعودية، وتجاهل مصر، فقط لأن نظامها يقف إلى جانب بشار.
 
وتساء الزعاترة: أين هو التهديد الذي تشكله إيران، وهي تعانق أميركا والغرب، وأين هو التهديد الذي يشكله الحزب وقد ترك المقاومة منذ 2006، وصار سلاحه مخصصا للداخل (حكاية القنبلة النووية كانت الأكثر إثارة للسخرية لأن الحرب قرار وليست مجرد سلاح)؟ تلك بضاعة فاسدة، لم تعد تشتريها سوى العقول المغيبة بالحشد المذهبي، وقد بات واضحا أن إيران تركت شعار الممانعة، وصارت دولة مذهب، فيما نصرالله مجرد تابع «لولي أمر المسلمين» خامنئي، حسب تعبيره، وبندقية بيده يوجهها أنى يشاء.
وأردف الزعاترة : كل مساعي لإخفاء البعد الطائفي للصراع تبوء بالفشل، وإلا ما صلة إيران باليمن، وكيف يغدو التدخل لصالح حكومة شرعية بعد ثورة «غزوا»، فيما التدخل ضد ثورة شعب، ولصالح نظام جاء بقوة الأمن تدخلا شرعيا؟ إنه غياب الأخلاق من جديد.
Reactions:

تعليقات