حين
صعد على عرش نقابة الصحفيين، في مارس 2013، اتخذ شعارًا له تلخصت كلماته
في "لا مهنة بدون كرامة" فأصبح الصحفيون في عهده هم الأشد إهانة وتنكيلا
بهم على مر التاريخ.
لم يتعرض صحفيوا مصر لمثل تلك الانتهاكات التى تعرضوا لها فى مدة رئاسته للنقابة،
ضياء
رشوان الصحفي الناصري ؛ عرف عنه عدائه الشديد للتيارات الإسلامية ، ساعد
من خلال توليه المنصب في إفشاء العداء لهم في أروقة الصحافة المصرية وجعلها
مسوغا للتعيين بها، ساند الإنقلاب العسكري منذ أول يوم، بل أسهم في
التمهيد له بقوة من خلال عمله كواحد من أذرعة المجلس العسكري في الصحافة
المصرية.
●نقيب المقابر
"نقيب
المقابر"، هذا هو اللقب الذي أطلقه بعض الصحفيين على ضياء رشوان، لمقتل
نحو 11 صحفي في عهده،وهم صلاح الدين حسن صلاح، توفى بميدان الشهداء
ببورسعيد، جراء قنبلة يدوية في 29 يوليو 2013.
وأحمد عاصم السنونسي، صحفي بجريدة الحرية والعدالة، توفى في احداث الحرس الجمهوري 8 يوليو 2013.
و
حبيبة عبد العزيز، مراسلة جولف نيوز ،ومايك دين مصور قناة سكاي نيوز،
ومصعب الشامي، مراسل شبكة رصد، قتلوا جميعا في أحداث فض اعتصام ميدان رابعة
العدوية 14 أغسطس.
والصحفي بجريدة الأخبار احمد عبد الجواد، والذي توفي في المستشفي متأثرا بإصابته بطلق ناري.
ومراسل جريدة الأهرام تامر عبد الرءوف، قتل إثر إطلاق النار عليه من قوة تابعة للجيش أمام محافظة البحيرة،
و محمد سمير، مخرج بقناة النيل للأخبار قٌتل أثناء تغطيته لأحداث ميدان رمسيس في 17 أغسطس 2013،
والمخرج محمد الديب، توفى مخنوقا ومحترقا في سيارة ترحيلات أبو زعبل 18 أغسطس 2013.
و محمد حلمي، مراسل شبكة نبص الإخبارية، والذي قتل بعين شمس أثناء تفريق احد المظاهرات 25 يناير 2014.
والصحفية ميادة أشرف،والتي قتلت برصاص الأمن أثناء تفريق مسيرة لمعارضي الإنقلاب العسكري بعين شمس يوم 28 مارس 2014.
بالإضافة لإصابات عديدة تعرض لها ما يقرب من 40 صحفيا.
وقد
تنوعت الانتهاكات للصحفيين في عهد رشوان ما بين القتل والاعتقال والتعذيب
والتعدي بالقول أو التهديد، والتفتيش المهين، واقتحام مقرات، فضلا عن إتلاف
الممتلكات الخاصة، والمنع من التغطية الصحفية، وإغلاق القنوات والبرامج
والصحف، بالإضافة إلى المنع من النشر، ومصادرة الجرائد، وغلق أو حصار مقر
صحفي، وأحكام بالحبس، وفرض غرامة مالية، وإخلاء سبيل بكفالة مالية، وحالات
تقاض، والفصل، والتحقيق الإداري، والمنع من السفر، ناهيك عن إتلاف معدات
صحفية، والتحفظ على آخرى، وتوقف مرتبات.
●إعتقالات بالجملة
وثق
المرصد المصري للحقوق والحريات 92 حالة اعتقال لصحفيين منذ انقلاب 3 يوليو
2013، منهم 67 معتقلا لا يزالون بالسجون، علاوة على عقد ست محاكمات عسكرية
للصحفيين في الأشهر التي تلت الانقلاب.
●كما
أعلن مرصد "صحفيون ضد التعذيب" إنه قام برصد وتسجيل 674 انتهاكا ضد
الصحفيين والإعلاميين في أنحاء مصر، أثناء أداء عملهم خلال عام 2014 وحده.
《وعلى
إثر هذه الانتهاكات لا غرابة فى أن تحتل مصر المرتبة الخامسة عالميا فى
اعتقال الصحفيين، وهذا ما أعلنته لجنة حماية الصحفيين الدولية》.
●سوء معاملة وتعذيب المعتقلين
يتعرض
الصحفيون المعتقلون للتعذيب وسوء المعاملة، وهو ما أكدته أسرة الصحفى
المعتقل حسن القبانى، المعتقل منذ 24 يناير الماضي في سجن العقرب شديد
الحراسة، عن تعرضه لمعاملة سيئة وهو ما اضطره إلى البدء فى الإضارب عن
الطعام.
●القضاء العسكري
لم
يقتصر الأمر على مجرد الحبس أو الإحالة للقضاء المدني بل تعداه إلى القضاء
العسكري، حيث أحالت سلطة الانقلاب الصحفي "محمد مدني: مراسل قناة مصر 25
بالإسكندرية، للقضاء العسكري بعد مرور ما يقرب من عام على حبسه ( قبض عليه
في 16 مارس 2014).
وقد أكد مركز الشهاب لحقوق الإنسان تعرضه للتعذيب ضربا وصعقا بالكهرباء .
كما
أحالت الصحفي عبد الرحمن شاهين من صحيفة الحرية والعدالة إلى القضاء
العسكري، رغم أنه محبوس بالفعل بحكم محكمة عادية لمدة 3 سنوات بتهمة نشر
أخبار كاذبة.
وقد أطلقت أسرته نداء استغاثة لحمايته مما يتعرض له من تعذيب تسبب في غيابه عن الوعي أكثر من مرة في حجز قسم شرطة فيصل بالسويس.
وأيضا
أحالت النيابة العسكرية الكاتب المتخصص في الشئون الأسرية وعضو الإتحاد
العام للصحفيين والإعلاميين الأفارقة "محمود فتحي القلعاوي" للمحكمة
العسكرية، والتي نظرت أولى جلسات قضيته يوم 9 فبراير الماضي.
●صحفيون مشردون
وبين
قتلى ومصابين ومعتقلين ، فهناك فئة أخرى من الصحفيين، يفترشون يوميا سلالم
نقابتهم، بحثا عن حقوقهم الضائعة، بعد أن فصلتهم الصحف التي يعملون بها
تعسفيًا، دون أية ردة فعل من النقابة، مما جعل عدد من الصحف الأخرى تتجرأ
على مثل هذا، وبات العشرات من أبناء المهنة مشردين تائهين يبحثون لهم عن
مأوى.
-"انسوا
إنكم تدخلوا نقابة الصحفيين"- عبارة شهيرة قالها رشوان على هامش مؤتمر
مستقبل الصحافة القومية في مصر، موجهًا حديثه للصحفيين الإلكترونيين في تحد
سافر لمستقبل هؤلاء.
●النقيب ينكر أساسا وجود صحفيين معتقلين
لم
يكتف رشوان بكل تلك المآس في عهده بل وقف على سلالم نقابة الصحفيين، بكل
وقاحة وجرأة صائحا منددا بمقتل 12 صحفيا في الاعتداء الإرهابي على مجلة
شارلي إبدو الفرنسية، متناسيا مئات الضحايا من الصحفيين المصريين والمسئول
هو عنهم مسئولية مباشرة،
وفي تصريح له مصور لجريدة اليوم السابع أنكر رشوان وجود صحفيين معتقلين في مصر، بل ادعى أنهم جميعا محبوسون على ذمة قضايا.
●لا
عجب أن التاريخ سيكتب في صفحاته أن ضياء رشوان الصحفي الذي باع ضميره
ودينه وشرفه بعرض من الدنيا ،إرضاء لحاكم ظالم وإنقلاب دموي كان أسوأ نقيب
للصحفيين عرفته مصر،
بل سيكتب أيضا أنه الرئيس الوحيد لنقابة الصحفيين الذي ودعه أبناء مهنته بالأحذية.

تعليقات
إرسال تعليق