القائمة الرئيسية

الصفحات

كيف تلقت"روسيا"صفعة قوية من حلف “الناتو”


تلقت روسيا صفعة قوية من حلف الناتو بعد إعلان رغبة الحلف للتوسع شرقاً بضم جمهورية الجبل الأسود ، حيث وجه الحلف دعوة رسمية إلى جمهورية الجبل الأسود (إحدى جمهوريات يوغسلافيا السابقة)، اليوم الأربعاء، للانضمام إلى الحلف، رغم المعارضة الروسية الشديدة لهذه الخطوة.
وجاء قرار بدء مفاوضات الانضمام، في اليوم الثاني من اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء بحلف شمال الأطلسي،  في العاصمة البلجيكية بروكسل.
وتعليقاً على القرار المُتّخذ، قال الأمين العام للحلف “ينس ستولتنبرغ”، “إنّه يوم تاريخي بالنسبة للحلف ولجمهورية الجبل الأسود ولدول غرب البلقان. وإنّ هذا القرار بداية لتحالف جيد”.
الجدير بالذكر أنّ جمهورية جبل الأسود، ستكون الحليف التاسع والعشرين بعد انضمام ألبانيا وكرواتيا للناتو عام 2009.
غضب روسي
الناطق باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، قال، الأربعاء 2 ديسمبر/كانون الأول 2015، لصحفيين: “إن موسكو أشارت دائماً على كل المستويات إلى أن الاستمرار في توسيع حلف شمال الأطلسي (البنية العسكرية للحلف) شرقاً لا يمكن إلا أن يؤدي الى تحركات مماثلة من قبل الشرق تراها موسكو لمصلحة الأمن ودعم أولوية مصالحنا”.
وكان وزراء خارجية الناتو قد دعوا في وقت مبكر اليوم جمهورية الجبل الأسود للانضمام الى التكتل.
ويفترض أن تصبح الجبل الأسود بذلك، خلال سنتين، الدولة التاسعة والعشرين العضو في الحلف الذي تشهد علاقاته منذ بداية الأزمة الأوكرانية في 2013 فتوراً مع روسيا.
وأدانت روسيا مرات عدة خطط توسيع الحلف الأطلسي ليضم دولاً في البلقان، معتبرة ذلك تجاوزاً لمنطقة نفوذها وحتى “استفزازاً”، على حد تعبير وزير الخارجية سيرغي لافروف في 2014.
وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، الأسبوع الماضي إن “مثل هذه المبادرات يمكن أن تؤدي الى مواجهات، ولن تعزز الاستقرار والسلام في البلقان ولا في أوروبا بشكل عام، ومن شأنها أن تزيد من تعقيد العلاقات بين روسيا والحلف الأطلسي”.
“الأطلسي” يتحدى روسيا
وكان وزراء خارجية الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي قد دعوا جمهورية الجبل الأسود، الأربعاء، للانضمام للحلف العسكري في أول عملية توسع منذ 2009.
وفي جلسة رفيعة المستوى بمقر الحلف في بروكسل دخل وزير خارجية الجبل الأسود، إيجور لوكسيتش، للقاعة وسط تصفيق حاد من نظرائه، بينما أعلن ينس ستولتنبرغ، الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، أن “هذه بداية تحالف جميل جداً”.
وقال ستولتنبرغ إن دعوة الجبل الأسود لا علاقة لها بروسيا، لكن دبلوماسيين بالحلف قالوا سابقاً إن القرار يبعث برسالة إلى موسكو بأنها لا تملك الاعتراض على توجه الحلف بالتوسع شرقاً، حتى وإن كانت عضوية جورجيا قد تعقدت بسبب حربها مع روسيا في 2008.
وتعارض موسكو أي توسّع للحلف في مناطق شيوعية سابقة شرق أوروبا وجنوبها الشرقي، في إطار صراع بين الشرق والغرب على النفوذ بالجمهوريات السوفييتية السابقة، وهو محور الأزمة في أوكرانيا.
وقف مشاريع مع الجبل الأسود
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن عضو بالبرلمان الروسي، الأربعاء، قوله إن روسيا ستوقف مشاريع مشتركة مع الجبل الأسود إذا انضم هذا البلد الشيوعي السابق إلى حلف شمال الأطلسي.
ونقلت الوكالة عن فيكتور أوزيروف، رئيس لجنة الدفاع والسلامة بمجلس الاتحاد المجلس الأعلى في البرلمان الروسي، أن المشاريع التي قد توقف بينها مشاريع عسكرية.
وبعدها قال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، إن التوسيع المستمر للحلف جهة الشرق سيؤدي لإجراءات انتقامية من روسيا.
لكن وزير الخارجية الأميركي جون كيري قال في بروكسل، اليوم، إن توسيع حلف شمال الأطلسي ليس موجهاً لروسيا.
عقوبات جديدة ضد روسيا
يزيد من حالة التوتر بين روسيا وحلف الناتو إعلان واشنطن أنها تدرس إمكانية فرض عقوبات جديدة ضد روسيا، بحسب موقع تلفزيون “روسيا اليوم”، الذي أشار الى أن العقوبات هذه المرة ستكون بسبب انتهاكات روسية لاتفاقية الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى.
وقالت روز غوتيمولر، مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون المراقبة على الأسلحة والأمن الدولي، خلال جلسة استماع في مجلس النواب الأميركي يوم الثلاثاء الأول من ديسمبر/كانون الأول: “إننا نواصل دراسة إجراءات اقتصادية محتملة في ما يخص مدى التزام روسيا باتفاقية الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى، لكننا لم نتخذ القرار حتى الآن”.
وتقول واشنطن إنها قلقة من استخدام روسيا لصواريخ “إر-500” المجنحة التي يتم إطلاقها بواسطة منظومة “إسكندر-إم” العملياتية التكتيكية، كما أنها تعتبر الصاروخ الاستراتيجي الروسي الجديد “إر إس-26” (روبيج) صاروخاً متوسط المدى.
وتجدر الإشارة إلى أن الاتفاقية المثيرة للجدل تنص على تدمير كافة الصواريخ متوسطة المدى (1000 كيلومتر – 5500 كيلومتر) وقصيرة المدى (500 كيلومتر – 1000 كيلومتر) ومنشآت البنية التحتية الخاصة بإطلاقها.
وتم تنفيذ الاتفاقية من قبل روسيا والولايات المتحدة بحلول عام 1991، وواصل الطرفان التفتيشات المتبادلة حتى عام 2001.
لقاء مع الأتراك
إلى ذلك أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أنه سيلتقي نظيره التركي محمود جاوش أوغلو خلال قمة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا هذا الأسبوع في بلغراد.
ويعد هذا اللقاء الأول بين مسؤولين كبيرين من البلدين منذ أن أسقط الطيران التركي طائرة حربية روسية فوق الحدود السورية.
وقال لافروف خلال مؤتمر صحافي في نيقوسيا إن “الطرف التركي يصرّ على تنظيم لقاء على انفراد مع وزير الخارجية”، مضيفاً “لن نتهرب وسنستمع إلى ما يريد جاوش أوغلو قوله”.

المصدر : عرب برس

Reactions:

تعليقات