القائمة الرئيسية

الصفحات

صورة مهدي عاكف أكبر سجين سياسي في العالم تثير تعاطف المعارضين له ومطالبات بالإفراج عنه



عجوز يتكأ على عصاه، يتحامل على ذراعي من بجواره لأن قوته لم تعد تحمله ويخشى أن تخذله عصاه مع أعوامه ال 88، تراه فتقول في نفسك: “قد بلغت من الكبر عتيا يا عم فإلى أين تتحامل على نفسك وتذهب؟” ).

 مشهد قد تراه كثيرا في يومك لكن هنا تتوقف برهة أيها القارئ لتفاجئ بعدها أن هذا العجوز هو أكبر سجين سياسي في العالم، كان ولا يزال، وتراه يتحامل على ذراعي جنديين ليصل إلى جلسة محاكمته .

 محمد مهدي عاكف المرشد العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين وأكبر سجين سياسي في العالم قضى أكثر من نصف عمره خلف قضبان السجون، منذ النظام الملكي في مصر وحتى حكم العسكر الحالي.

 لا يرد ذكره إلا قليلا في وسائل الإعلام والتقارير الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان مع أنه في سنواته التي قاربت على تجاوز الثمانين في المعتقل، يعاني المرض والإنهاك الشديد ومصادرة حريته وأبسط حقوقه كإنسان، إلى جانب أكثر من أربعين ألف معتقل من خيرة أبناء مصر، بينهم رجال كبار وأطفال صغار ونساء وشباب.

 في آخر جلسة لمحاكمته في قضية “أحداث مكتب الإرشاد” والتي عقدت أمس الأربعاء، تداولت عدسات الصحف المحلية صور له وهو يتحامل على جنديين بجواره لإدخاله إلى قاعة المحكمة التي وصل إليها على كرسي متحرك.

 الصورة أثرت في كثير من المتابعين والنشطاء، بل وتفاعل معها المعارضون لجماعة الإخوان المسلمين قبل المؤيدون.

 فمن المعارضين وعبر “فيس بوك” قال الحقوقي نجاد البرعي: “ أضم صوتي إلى صوت أصحاب العقول ومن لازال في قلوبهم رحمه، هناك بدائل للحبس الاحتياطي كثيرة الإبقاء على من تخطى الخامسة والستين في السجن في ظروف لا يعرف عنها أحد شيئا أمر لم نعتد عليه، افرجوا عن مهدي عاكف والخضيري، والله عيب”.

 وقال المحامي حليم حنيش كذلك: “فعلا من أكتر الحاجات اللي قفلتني من امبارح صورة ?#‏مهدي_عاكف? المرشد السابق لجماعة الاخوان المسلمين, صورة في غاية الأسف حقيقي لما يكون راجل تخطي ال70 وبيتحرك بالعافية وكمان محبوس في ظروف سيئة وغير صحية شئ مؤسف جدا”.

 وتابع: “واللي اكثر أسفا إنك لما تيجي تتكلم عنه تلاقي حد بيقول عليك إخوان؟؟ بس في الحقيقة عندي سؤال هو ايه الجريمة اللي ارتكبها مهدي عاكف؟ وفين الدلائل عليها؟؟ وهل فيه حد لسه مع حبس وتنكيل أي مصري لمجرد إنتمائه إلى جماعة الاخوان بدون مايكون عمل جريمة؟”.

 فيما اكتفت الناشطة الحقوقية منى سيف والناشطة عايدة سيف بإعادة نشر الصورة بدون تعليق منهما عليها.

 وعلقت المحامية ياسمين حسام الدين: “ لا دم و لا إنسانيه، احنا بيحكمونا وحوش، بلاش القانون و اللي بالمناسبة فيه حلول رحيمة نتجنب بيها الاعتداء على حرمة الشيخوخة، قضاة الجنايات اللي بيجددوا حبس إنسان في خريف عمره دول من نفس السن أو أصغر حاجة بسيطة و بيعانوا من كل أمراضه وأعراضه !!”.

 وأضافت الفنانة سامية جاهين: “الراجل مسن ومريض ومش قادر يقف على رجليه. يا ترى اللي بيتعمل فيه ده حيفيد البلد بإيه ولا يحميها من إيه؟”.

 وقال المحامي محمد عبدالله علي: “أطالب بتطبيق العدالة بين المجرمين يجب معاملة مهدي عاكف مثل معاملة مبارك، لكن في بلاد الظلم والقهر والتخلف الضميري هتتشتم لو طالبت بالعدالة”.

 وعلق الناشط أحمد سلام: “رأيت صورة للأستاذ محمد مهدي عاكف، وهو يتكئ على رجلي بوليس أثناء محاكمته، وشعرت بانقباض وألم في القلب. فالرجل قد قارب التسعين من عمره، وله اليوم ثلاثة سنوات بالحبس”.

 وتابع: “لا أدري من يضغط لإخراج أمثاله من الحبس. ولكن لا معنى لحبس شيخ طاعن في السن بلا تهمة ولكن مجرد تصفية حسابات سياسية. رجاء، ارحموا الرجل في شيخوخته، فلا حريته ستهدد أي أحد ولا حبسه يحمي الدولة والنظام. المنظر حقيقي مؤلم “.

 وإثر انقلاب تموز/ يوليو 2013 الذي أطاح بالرئيس المصري المنتخب محمد مرسي، اعتقل عاكف ضمن اعتقالات شملت الآلاف من “جماعة الإخوان المسلمين” والقوى الرافضة للانقلاب.

 ووجهت له تهم عديدة، من بينها تهمة “إهانة القضاء” على خلفية تصريحات نسبتها له صحيفة كويتية، قال فيها إن القضاء فاسد، وبرأته المحكمة من هذه التهمة في عام 2014، إلا أنه بقي في السجن بتهم أخرى تتعلق بقتل متظاهرين، وهو على أبواب التسعين من عمره!.

 قد لا يخرج الرجل حيا من المعتقل، لكنه سيكون دليلا على سقطة أخلاقية كبيرة للمجتمع الدولي ولمنظمات حقوق الإنسان التي تلتزم الصمت

Reactions:

تعليقات