القائمة الرئيسية

الصفحات

شخصية الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب السياسية والعملية "المثيرة للجدل"

نشرت صحيفة "روسكايا فيسنا" الروسية، تقريرا حول شخصية الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب السياسية والعملية "المثيرة للجدل" على الساحة الإعلامية والسياسية المحلية والدولية.


وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن شخصية ترامب كانت موضوعا للنقاش والجدل بين العلماء والمحللين النفسيين والسياسيين، قبل فوزه في الانتخابات وبعدها.

وأضافت أن كل ما يمكن قوله بخصوص ترامب؛ يكون أقرب إلى التخمين من أي شيء آخر، مشيرة إلى أنه "حول سياساته الداخلية والخارجية؛ يمكن القول إن ترامب شخصية مندفعة، يصعب التعامل معها على جميع الأصعدة".

وحاولت الصحيفة الإجابة عن سؤال "من يكون ترامب؟"، وقالت إن "طبيعة ترامب تعتمد كثيرا وبالضرورة على البيئة التي عاش فيها، وربما على الصورة والوضعية النفسية التي يحياها حاليا".

وأكدت أن ترامب "قبل كل شيء؛ هو رجل أعمال أمريكي مشهور، لطالما تحدثت عنه الصحف. ومن خلال هذه التقارير الصحيفة، يمكن استنتاج نجاح ترامب في مجاله الأول كرجل أعمال، وهو المجال الذي سمح له بفتح أبواب السياسة".

وأشارت إلى أن نجاح ترامب في مجال الأعمال ليس بالأمر السهل، وهو ما يعطي صورة عن شخصيته العملية، "ولهذا السبب تحدث كثيرون عن ترامب كرجل أعمال، وكنموذج في مجال الأعمال، من حيث نجاحاته العديدة، فضلا عن الانتكاسات التي شهدها".

وذكرت الصحيفة آراء بعض المحللين السياسيين، على غرار وزير الخارجية الإسرائيلي السابق شلومو بن عامي، الذي أكد أن "الجميع ليسوا قادرين على النجاح في مجال الأعمال مثل ترامب، كما أنه يعد صاحب إرادة كبيرة وقادر على خوض التحديات والتغلب عليها، وهو شخصية عنيدة لا تستسلم بسهولة، وقادرة على العمل لمدة 36 ساعة متتالية؛ من أجل تحقيق الهدف الذي يرنو إليه".

وقالت الصحيفة إنه بالنسبة لرجل الأعمال ترامب؛ فإن المال مهم، لكن ليس هو الأهم، "كما أن ترامب يعد مفاوضا جيدا، يستمتع بعمله، ويحب المفاوضات، وقادر على مناقشة الصفقات، سواء بشكل خاص، أو أمام الصحافة، وهو غالبا ينجح في ذلك، أي إنه بالإضافة إلى نجاحه في مجال الأعمال؛ فهو شخصية قادرة على الإقناع، وعلى شد الأطراف المقابلة".

وأضافت أن ترامب قادر على التخلي عن أقرب مساعديه في حال أفشل خططه، "وفي هذه الحالة؛ يمكن أن ينقلب ترامب إلى نقيضه، على الرغم من أنه شخصية مرحة".

وتابعت: "وهو كذلك شخص يكره الخسارة في الأعمال التجارية، وحتى في الحياة العادية. كما أنه شخصية لا تسمح بالاعتراض على أقوالها أو أفعالها، وتعتبر أي اعتراض لآرائها عدوانا شخصيا عليها".

وأكدت الصحيفة أن ترشح ترامب للانتخابات الرئاسية "يدل على التطور الطبيعي لترامب وأمثاله، الذي يتجاوز البحث عن الثروة؛ إلى الرغبة في الحصول السلطة والنفوذ".

وقالت إن رغبة ترامب الشديدة في الحصول على السلطة؛ هي من أبرز سماته التي تؤكد على شخصيته النرجسية، "وفي هذا السياق؛ يذكر أن بعض الكتب تطرقت إلى الحديث عن نرجسية ترامب، على غرار كتاب (فن دونالد) للصحفي تيموتي أبراينا، الذي تحدث فيه عن جنون العظمة لدى ترامب".

وذكرت الصحيفة أن النرجسية لدى السياسيين والذين يطمحون إلى بلوغ المراتب العليا؛ هي جزء من اللعبة السياسية، "وحول هذا الموضوع؛ نشرت إحدى مجلات علم النفس الأمريكية سنة 2013 بحوثا تقر بأن النرجسية سلاح ذو حدين، وقد قامت بترتيب رؤساء أمريكا السابقين حسب درجة النرجسية عند كل منهم، حيث كان الرئيس الأكثر تواضعا هو الرئيس ميلارد فيلمور".

وأشارت صحيفة "روسكايا فيسنا" إلى أن العلماء وضعوا معايير ومقاييس للنرجسية الإيجابية، والنرجسية السلبية، وبينوا أن "النرجسية المرتبطة بتشريعات الحكم والقرارات والخطب القوية والمؤثرة، وإن احتوت على بعض الصرامة، إلا أنه ينظر إليها حتى على مر التاريخ على أنها أساليب حكم. أما النرجسية السلبية، فترتبط بالسلوكات غير الأخلاقية التي يمكن أن تصدر عن الرؤساء، وهي غير مرغوب فيها لدى الشعوب".

وأضافت: "بالنسبة لترامب، وبالاعتماد على معايير النرجسية التي حددها العلماء؛ فإنه لا يمكن تشبيهه بأي نوع من الرؤساء الذين سبقوه".

وقالت الصحيفة إنه "على الرغم مما كتب وقرأ حول ترامب؛ فإنه لا زال من الصعب استخلاص نتائج دقيقة حول شخصية هذا الرجل. والأكثر غرابة من هذا؛ أنك عندما تسأل المحللين السياسيين والصحفيين (من هو ترامب؟)؛ فلن تجد لديهم إجابة واضحة ودقيقة حول شخصه".

وتابعت: "ترامب لا يكشف عن وجهه الحقيقي، فهو دائما يلبس قناعا مناسبا لكل وضع يتواجد فيه، وربما هو نفسه لا يعرف حقيقته".

وفي الختام؛ أوضحت الصحيفة أن الشيء الوحيد المؤكد عن ترامب هو أنه "الشخص الذي يحب أن يرى نفسه الفائز باستمرار، وهدفه في الحياة أن يكون الأول"، وفي هذا السياق؛ صرحت صحيفة الأتلانتيك أن "دونالد ترامب ينافس دونالد ترامب، ويكافح من أجل النصر، لكن لا أحد يعلم من أجل ماذا".
Reactions:

تعليقات