القائمة الرئيسية

الصفحات

ما هي قصة أصحاب السبت (تحول اليهود إلى قردة)

قصة أصحاب السبت (تحول اليهود إلى قردة)
قال تعالى :
{وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ(65)فَجَعَلْنَاهَا نَكَالاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ(66)}.

أبطال هذه الحادثة ، جماعة من اليهود ، كانوا يسكنون في قرية ساحلية ، اختلف المفسّرون في اسمها ، ودار حولها جدل كثير ، أما القرآن الكريم ، فلا يذكر الاسم ويكتفي بعرض القصة لأخذ العبرة منها .
وكان اليهود لا يعملون يوم السبت ، وإنما يتفرغون فيه لعبادة الله ، فقد فرض الله عليهم عدم الانشغال بأمور الدنيا يوم السبت بعد أن طلبوا منه سبحانه أن يخصص لهم يوما للراحة والعبادة ، لا عمل فيه سوى التقرب لله بأنواع العبادة المختلفة .
وجرت سنّة الله في خلقه ، وحان موعد الاختبار والابتلاء ، اختبار لمدى صبرهم واتباعهم لشرع الله ، وابتلاء يخرجون بعده أقوى عزما ، وأشد إرادة ، تتربى نفوسهم فيه على ترك الجشع والطمع ، والصمود أمام المغريات .
لقد ابتلاهم الله عز وجل ، بأن جعل الحيتان تأتي يوم السبت للساحل ، وتتراءى لأهل القرية ، بحيث يسهل صيدها ، ثم تبتعد بقية أيام الأسبوع ، فانهارت عزائم فرقة من القوم ، واحتالوا الحيل – على شيمة اليهود -- وبدوا بالصيد يوم السبت ، لم يصطادوا السمك مباشرة ، وإنما أقاموا الحواجز والحفر، فإذا قدمت الحيتان حاوطوها يوم السبت ، ثم اصطادوها يوم الأحد ، كان هذا الاحتيال بمثابة صيد ، وهو محرّم عليهم .
فانقسم أهل القرية لثلاث فرق ، فرقة عاصية ، تصطاد بالحيلة ، وفرقة لا تعصي الله ، وتقف موقفا إيجابيا مما يحدث ، فتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ، وتحذّر المخالفين من غضب الله ، وفرقة ثالثة ، سلبية ، لا تعصي الله لكنها لا تنهى عن المكر .
وكانت الفرقة الثالثة ، تتجادل مع الفرقة الناهية عن المنكر
وتقول لهم : ما فائدة نصحكم لهؤلاء العصاة؟
إنهم لن يتوقفوا عن احتيالهم ، وسيصبهم من الله عذاب أليم بسبب أفعالهم ، فلا فائدة من تحذيرهم بعدما كتب الله عليهم الهلاك لانتهاكهم حرماته .

وبصرامة المؤمن الذي يعرف واجباته ، كان الناهون عن المكر يجيبون : إننا نقوم بواجبنا في الأمر بالمعروف وإنكار المنك ر، لنرضي الله سبحانه ، ولا تكون علينا حجة يوم القيامة ، وربما تفيد هذه الكلمات ، فيعودون إلى رشدهم ، ويتركون عصيانهم .
بعدما استكبر العصاة المحتالوا ، ولم تجد كلمات المؤمنين نفعا معهم ، جاء أمر الله ، وحل بالعصاة العذاب ، لقد عذّب الله العصاة وأنجى الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر ، أما الفرقة الثالثة ، التي لم تعص الله لكنها لم تنه عن المكر ، فقد سكت النصّ القرآني عنها ، يقول سيّد قطب رحمه الله : "ربما تهوينا لشأنها - وإن كانت لم تؤخذ بالعذاب - إذ أنها قعدت عن الإنكار الإيجابي ، ووقفت عند حدود الإنكار السلبي ، فاستحقت الإهمال وإن لم تستحق العذاب" (في ظلال القرآن) .
لقد كان العذاب شديدا ، لقد مسخهم الله ، وحوّلهم لقردة عقابا لهم لإمعانهم في المعصية .
وتحكي بعض الروايات أن الناهون أصبحوا ذات يوم في مجالسهم ولم يخرج من المعتدين أحد ، فتعجبوا وذهبوا لينظرون ما الأمر ، فوجودا المعتدين وقد أصبحوا قردة ، فعرفت القردة أنسابها من الإنس ، ولم تعرف الإنس أنسابهم من القردة ، فجعلت القردة تأتي نسيبها من الإنس فتشم ثيابه وتبكي ..
فيقول: ألم ننهكم ! ..... فتقول برأسها نعم .
Reactions:

تعليقات