القائمة الرئيسية

الصفحات

مقال الاسم حمدين صباحي المهنه : كومبارس للدكتور أحمد السعيد

د/ أحمد السعيد
 السياسى الذى يقبل أن يكون له دور الكومبارس فى الفعاليات السياسية, إنما هو المنتحر سياسياً, والمندثر إجتماعياً, والمتدنى أخلاقياً.
وهذا التوصيف هو ماينطبق على الحالة المصرية الحالية, والتى تتسم بالإنقلاب, والفساد, وسوء الأخلاق.
بمتابعة المشهد المصرى المستمر منذ قرابة التسعة أشهر تتيقن من أن الممثلين من الإنقلابيين ومن معهم من الكومبارس يتفنون فى خداع الشعب المصرى, للوصول إلى حالة من الإستهبال والعبط والإستغباء والتدليس, الذى يستطيعون به الوصول إلى كرسى الحكم وملحقاته الإقتصادية والسيادية, التى تغرى ضعيف القلب, وعديم الإيمان.
وبالعودة إلى عنوان المقالة نجد أن حمدين صباحى قد عُهِدَ إليه دور الكومبارس المُحَلِل للإنقلابى السيسى, لكى يُمَكِنَه من عرش مصر, والإستيلاء على مقدراتها وإمكانياتها. والنقاط التالية توضح ذلك تمام الإيضاح:

 المسلسل الإنتخابى:

فعلى الرغم من إنسحاب كل المرشحين المحتملين من مهزلة الإنتخابات الرئاسية, إلا أن حمدين يستمر فى هذا المسلسل, على الرغم من أن العقل لايتقبل أن ينجح صباحى – إن كانت هناك إنتخابات حقيقية – فى ظل تأييد حزب المجلس العسكرى للخائن السيسى. وعلى الرغم من تأكيد العديد من الشخصيات السياسية من أن هذه الإنتخابات إنما هى مسرحية هزلية, لإيجاد جمهورية الخوف والفساد والبلطجة, إلا أن صباحى يصر على إعطاء ديكور ديمقراطى إنتخابى لهذه المسرحية. بل ويسعى بهذه المشاركة إلى إرسال رسالة ضمنية للخارج أن هناك عملية إنتخابية تعددية, فاز فيها الإنقلاب على الشرعية. وبالتالى تكون المطالبة بالإعتراف بشرعية الإنقلاب أيسر وأكثر قوة وجرأة وبجاحة.

 تناقض الأقوال:
فهو من أصدر ترحيبه الشهير بترشح الخائن السيسى, بشكل يجعلك تستشعر أنها كانت أمنية من أمنياته التى سيكون له بها الخير العميم, والعطاء الوفير. بل والتسجيلات المتلاحقة لهذا الكومبارس والتى يؤكد فيها تأييده للسيسى,  ومافعله من جرائم, ومن قبلها إنقلاب, بل ويبارك الدماء التى أسفكت, والجراح التى سالت, والإعتقالات التى حدثت, إنما هى دلالة واضحة على خسة السريرة, وسوء الخلق, وموت الضمير الوطنى, الذى لايمكن القيام بدونه والإستعانة بغيره بعد رب العالمين. بل أن تصريحاته المتتالية على عدم ترشحه إلا بعد تحديد موقف السيسى من الترشح من عدمه, ثم الإنتكاسة على هذا القرار والنزول فى ساحة المسرحية الإنتخابية, إنما هو دلالة واضحة على أن نزوله هو من باب المحلل الذى يعطى الشرعية لهذه الإنتخابات, من خلال التنافس بين أكثر من مرشح. وبالتالى يجنى هو مكتسبات عديدة قد يكون منها التغاضى على ممتلكاته الغير شرعية من خلال تلقيه أموال غير شرعية, أولتحريضه على قتل الإخوان بالإتحادية, أولإشتراكه فى إنقلاب 3 يونيو, وقبل ذلك كله لكذبه وتحايله على الشعب المصرى فى ذمته المالية التى قدمها فى الإنتخابات الحقيقية التى سقط فيها فاشلاً.

ميوعة ردود الأفعال:
ويظهر ذلك جلياً فى موقفه هو وحملته الإنتخابية من تأييد محافظ إنقلابى علانية وبتوكيل رسمى للسيسى لترشحه فى المهزلة الإنتخابية اللاحقة. ويمكن وصف رد فعله على الفضائية المصرية بأنه فضيحة من نوع  ثقيل, ولاسيما أنها إتسمت بالميوعة والخناعة التى لايمكن أن تكون إلا من شخص لا تهمه العملية الإنتخابية ولا نتائجها, وإنما هى تمثل له وسيلة تحصيل مكاسب أخرى غير الكرسى, قد يكون بعضها مادى, وقد يكون بعضها منصب, وقد يكون بعضها إمتيازات غير شرعية. بل إن رد فعل حملته الإنتخابية بعد قبول إستقالة هذا المحافظ لدليل أخر على أنهم يلعبون دور الكومبارس الغير مهنى, والذى لايتقن دوره بحرفية, فيعلنوها صراحة أن الحكومة الإنقلابية تؤدى دور الحياد فى أعلى سماته. وهل يقبل عقل أن يكون الحياد من عرائس يتم تحريكها وفقا لأصابع أسيادها……..!
عدم لقاء أشتون:

 وهذا دليل هام على أن الجهات الأجنبية الداعمة للإنقلاب لايمكن أن تلتقى بكومبارس ليس له ناقة أو جمل فى الموضوع, وبالتالى لايمكن أن تضييع وقتها معه. بل أن السبب الذى سيق لتبرير إلغاء اللقاء كان عذر أقبح من ذنب. ولو كان ترشح الصباحى حقيقياً وليس كومبارسياً فإن رد الفعل المتوقع والطبيعى هو الإنسحاب من السابق الرئاسى المزيف, وذلك لوضوح الأيدى الخارجية التى تلعب الدور الفعال فى تحريك أذنابها بداخل مصر, وبالتالى كان من المفترض أن يعلن هو وحملته ذلك فى مؤتمر صحفى عالمى يفضح فيه المؤمرة على البلاد والعباد, إنطلاقاً من الضمير الوطنى, والذى لايمتلكه هو ولاحملته ولاأمثالهم.

إن اللعب بالوطن لايمكن أن يمر دون حساب قاسى يناسب الفعل وقد يَعْظُمْه فى المقدار, لأن آثاره تمس الأمة ومقدراتها, وتعود بالوبال على المواطن وحياته فى مختلف مناحيها. ولايمكن أن يظن البعض أن الوطن سينسى المسىء له, أو أنه سيتعامل معهم من منطلق الطلقاء, أو أنهم سيلعبون على طيبة الشعب المصرى ونبل أخلاقه, لأن حدوث ذلك إنما هو إساءة جديدة للوطن, وإهانة لدماء الشهداء والجرحى, وخيانة لحرية المعتقلين المسلوبة. فليحذر الذين يشتغلون دور الكومبارس من أن النار إذا نشبت فستطال الكومبارس ومن علاه ومن كان هو أدنى منه. عندها ستكون أحذية الوطن وأرجل الشعب هى من تدوس الكومبارس ومن عاونهم. وعندها سيعلم الذين ظلموا أى منقلبٍ ينقلبون.
Reactions:

تعليقات