يثير
المغرد الشهير "طامح" أو (tameh0@) على شبكة التواصل الاجتماعي تويتر
الكثير من الردود والتساؤلات، ولعل اسمه ارتبط بـ"كواليس الأزمة المصرية"،
خاصة بعد عزل الرئيس محمد مرسي ،
حيث تقدم شخصية طامح الافتراضية "الغامضة" معلومات حيوية تتعلق بدهاليز
النظام السياسي المصري الناشئ، ودول الخليج التي ساندت الإطاحة بالرئيس
المعزول.
وعلى الرغم من الاختلاف بشأن دقة هذه المعلومات فإن المؤكد أن
شخصية "طامح" التويترية قسمت الجمهور المتابع إلى خطين، أولهما "المؤيد"
لما يعرف بشرعية الرئيس مرسي وثوار الربيع العربي، والآخر يمثله "المتهمون"
له بأنه "رجل مخابرات" يقوم بدور محدد، لهدف معين غير واضح، من خلال الكشف
عن بعض المعلومات الصادقة غير المؤثرة.
وبين خطي مزكيه ومهاجميه فإن "طامح" نقل إعلام الأزمة المصرية
إلى محور آخر، حيث أضحى مصدرا إخباريا لعدد من المواقع الإلكترونية
الإخبارية، كما أصبح "أيقونة" يتحلق حولها المغردون ومستخدمو برامج الدردشة
الهاتفية مثل "واتس أب" و"فايبر". فما إن يبدأ تغريداته التي عادة ما تكون
في ساعات متأخرة من الليل -بحسب مواقع تحليل تويتر- حتى تتوالى رسائل
التواصي بمتابعته بعبارة شهيرة "طامح يغرد الآن".
مواقع التحليلشعار
المفتاح الذي يتخذه "طامح"، ورسالة التعريف بنفسه التي تقول على
لسانه "كاتب وعاشق تحدي الأمن والساسة.. أصول وأجول في أروقة القصور
ودهاليز السجون، قريب كل القرب من المشايخ وصناع القرار.. أملك مفاتيح قصور
السياسة ودور المخابرات"، جعلا بعض المواقع الإخبارية تلفق تصريحا على
لسان رئيس تحرير القدس العربي عبد الباري عطوان بأن "طامح" هو وكيل
بالمخابرات العامة اسمه محمود الميرغني، هدفه التحريك والتأثير على المشهد
المصري عبر تسريبات بها بعض الحقائق، الأمر الذي نفاه عطوان لاحقا بشكل
رسمي.
الجزيرة نت استقصت عن حساب "طامح" في أهم مواقع تحليل تويتر
كـ"تويتلايزر" الذي أشار إلى أن الحساب يدار من الولايات المتحدة
الأميركية، في مكان ما بالقرب من مدينة نيويورك، وصعب تحديد نوعية الجهاز
الذي يستخدمه في كتابة تغريداته.
وقد بدأ حساب "طامح" بتويتر في أغسطس/ آب 2012، ولديه ما يزيد
على 177 ألف متابع، وبنظرة واسعة على من يتابعهم -وهم 30 شخصا فقط- يتضح
من خريطة سيرهم الذاتية، أنهم من "إسلاميي" مصر ودول الخليج، وإن كان
الخليجيون يحظون بحصة الأسد من خريطة متابعيه، ومن أبرزهم المفكر الإسلامي
السعودي الدكتور عوض بن محمد القرني الذي حكم عليه غيابيا في زمن الرئيس
المخلوع محمد حسني مبارك بأنه أحد أعضاء ما يعرف إعلاميا بـ"التنظيم الدولي للإخوان المسلمين".
إستراتيجية التغريدخبراء
في تحليل تويتر بالسعودية وبريطانيا أوضحوا للجزيرة نت أن طامح بدأ باسم
"مجتهد أبوظبي"، قبل أن يتم اختراق حسابه، ليبدأ باسمه الجديد. ويؤكدون أن
إستراتيجية الأسلوب المتبعة في التغريدات، تشابه أسلوب جلسات التغريد
الطويلة، ثم الانقطاع كما هو أسلوب المغرد الشهير "مجتهد" الذي يلقب
بـ"جوليان أسانج السعودي".
ويشيرون أيضا إلى أن المغرد "حذر للغاية"، وينظر إلى مؤيديه
ومعارضيه على قدم المساواة، فمن خلال دراسة 2900 تغريدة تقريبا، يلاحظ أنه
غير مهتم إطلاقا بمصدقيه ومكذبيه، ولا يهتم إلا بما يسربه من معلومات.
ويبين الخبراء أن نسبة متابعيه السعوديين يمثلون نسبة عالية
تقدر بـ78% من مجمل المتابعين، وتتوزع النسبة المتبقية على باقي متابعيه
الخليجيين والمصريين والعرب.
ومن الدلالات الرمزية التي تعبر عن ذاتية "طامح"، أنه يأخذ
منحى الخصومة السياسية المباشرة تجاه شخصيات محددة كوزير الدفاع المصري
الفريق أول عبد الفتاح السيسي الذي يصفه بـ"قائد الانقلاب على الشرعية"، وشخصيات يصفها بخلية "الانقلاب"، المقيمة في الإمارات كالمرشح الرئاسي المصري السابق أحمد شفيق، ورئيس قوة الأمن الوقائي الفلسطيني السابق محمد دحلان، وقائد شرطة دبي السابق الفريق ضاحي خلفان.
وعلى النقيض من ذلك يبشر في تغريداته بعودة الشرعية المصرية
ممثلة في الرئيس محمد مرسي -بحسب وصفه- ويركز على دعوة مؤيديه إلى التزام
السلمية بدرجة مهمة، وينشط بدرجة عالية في أوقات المظاهرات.
وبعيدا عن جدل "طامح" الذي أضحى مادة دسمة لمغردي تويتر، فإن
موقع فلوركوانت المتخصص في تحليل تويتر يشير إلى أن فعالية حساب طامح
الاجتماعية مرتفعة جدا، حيث تقدر نسبتها بـ86%.
تعليقات
إرسال تعليق