القائمة الرئيسية

الصفحات

من هو السلطان بايزيد الصاعقة السلطان الرابع في الدولة العثمانية

السلطان بايزيد الصاعقة
كان بايزيد رحمه الله السلطان الرابع في الدولة العثمانية ، و كان شديد التمسك بكتاب الله و سنة رسوله ، و كان شجاعا كريما مجاهدا من الطراز الأول ، يمتاز بسرعة الحركة و سرعة الانقضاض على الأعداء و الضربات الخاطفة ،و لذلك لقب بالصاعقة ، فقد كان رحمه الله صاعقة على الكافرين شديدا ًعلى الصليبيين .
و قد تولى مقاليد الأمور في البلاد بعد مقتل أبيه مراد الأول في معركة كوسوفو و هو يجاهد في سبيل الله ، و عندما تولى السلطان بايزيد الحكم قام بتوحيد الدولة العثمانية .
وقضى على الثورات الداخلية ، و بعد أن فرغ بايزيد من ترتيب الشأن الداخلي ، أتجه للجهاد في سبيل الله و نشر كلمة الإسلام في أوربا .
فقام في سنة 797هـ بتوجيه ضربة خاطفة لدولة بلغاريا و فتحها و أصبحت بلغاريا إمارة تابعة للدولة العثمانية .
أيام العزة :
لقد بلغت عزة المسلمين أيام السلطان بايزيد مبلغا عظيما ذكر الناس بأيام الصحابة رضي الله عنهم ، عندما فرض بايزيد الصاعقة على إمبراطور الروم مانويل عدة شروط منها :
1- إنشاء محكمة إسلامية داخل القسطنطينية و تعين قضاة مسلمين للفصل في شئون الجالية الإسلامية بها .
2- بناء مسجد كبير بها والدعاء فيه للخليفة العباسي بمصر ثم السلطان بايزيد في خطبة الجمعة
3- تخصيص 700 منزل داخل المدينة للجالية الإسلامية.
4- وضع حامية عثمانية قوامها ستة ألاف جندي داخل المدينة .
5- زيادة الجزية المفروضة علي الدولة البيزنطية .
و قد قبل الإمبراطور مانويل بكل الشروط خاضع ذليل صاغر .
التحالف الصليبي و معركة ينكوبولس :
بعد سقوط بلغاريا و قبول مانويل للشروط السابقة دعا البابا " بوينفاس التاسع" إلى تحالف صليبي للقضاء على الصاعقة و بالفعل استجاب النصارى و تكون حلف صليبي يضم المجر و ألمانيا و فرنسا و انجلترا و اسكتلندا و سويسرا و ايطاليا بقيادة ملك المجر "سيجموند" ، و خرجت هذه الحملة الجرارة سنة 800هـ حتى وصلت مدينة نيكوبوليس ، و لم يكد الصليبيين يدخلوا المدينة حتى ظهر أمامهم بايزيد الصاعقة ، وألقى الله الرعب في قلوب النصارى ، فهزموا شر هزيمة و هرب قائدهم سيجموند الذي كان يقول قبل المعركة متبجحا " لو انقضت علينا السماء من عليائها ، لا مسكناها بحرابنا "
فلم تنفعه حرابه و هرب علي متن مركب صغير و ترك الجيش ليلقى مصيره .
و بعد هذا النصر المبين أرسل بايزيد بالعديد من الأسرى إلى الخليفة العباسي بمصر و طلب منه لقب سلطان الروم حتى يواصل الجهاد و يفتح توربا كلها ، هذا و قد وقع فى أسر بايزيد كثير من القادة الصليبيين منهم الكونت " دىينفر" الذي أقسم بأغلظ الأيمان أن لا يعود لمحاربة العثمانيين فإذا بالقائد الصاعقة يرد علية في عزة و يقول له " إني أجيز لك ألا تحفظ هذا اليمين ، فأنت في حل من الرجوع إلي محاربتي إذ لا شيء أحب إلي من محاربة النصارى و الإنتصار عليهم "
ثم قال كلمة أفزعت أوربا كلها فقد قال رحمه الله " سأفتح إيطاليا إن شاء الله و سأطعم حصاني هذا الشعير فى مذبح القديس بطرس بروما "
و بعد هذه المعركة توجه الصاعقة إلي القسطنطينية لينال شرف فتحها و ضرب عليها الحصار و ضغط عليها بكل قوته ، حتى كادت المدينة تسقط في يده و لكن حدث ما لم يكن في الحسبان ، و ذلك إن تيمورلنك الرافض الخبيث الذي فعل بالمسلمين من أهل السنة أفعالا شنيعة لا تقل عما فعلة جنكيز خان و هولاكو ، فقد قام تيمورلنك بجيشه الذي يقدر بحوالي ثمانمائة الف مقاتل بمهاجمة الدولة العثمانية و احتلوا مدينة سيواس و قتلوا من بها من العثمانيين ففك بايزيد الحصار عن القسطنطينية و عاد مسرعا لملاقاة عدو الله تيمورلنك ،و لكن الله قدر أن يهزم البطل في هذه المعركة و يأسر في المعركة
و لا عجبا للأسد إن ظفرت بها *** كلاب الأعادى من فصيح و أعجمي
و بعد أن أسر البطل في المعركة وضعه تيمورلنك الرافضي في قفص و طاف به البلاد إذلالاً له و للمسلمين من أهل السنة فمات البطل في قفصه حزنا و كمدا علي ما أصابه و أصاب المسلمين على أيدي الرافضة لعنهم الله ، مات البطل عزيزا رافعا رأسه كالأسد .
و هنا قد يسأل سائل ويقول كيف نقول أنه مات عزيزالنفس كلأسد وهو و قد أسر و مات قهراً و غما في قفصه ؟
فنقول لهم "إن الأسد إذا رأيته في الغابة تقول هذا أسد و إذا رأيته في القفص تقول أيضا هذا أسد و إذا رأيته مقتولا فهو أيضا أسد " فالمؤمن كذلك إن سجن أو قتل فهو عزيز النفس مثل الأسد و صدق من قال :
لا تأسفن على حال الزمان لطـــــــالما رقصت على جثث الأســــود كلاب
لا تحسبن برقصها تعلوا على أسيادها تبقى الأسود اسود و الكلاب كلاب
و بعد موت بايزيد الصاعقة قام تيمورلنك عليه من الله ما يستحقه بتسليم قطعة من أرضه إلى جد الصفويين لتكوين الدولة الصفوية الماجوسية في إيران تلك الدولة التي كانت دائما خنجر في ظهر الأمة و إنا إليه راجعون هكذا كانت نهاية البطل بايزيد الصاعقة رحمه الله ورحمة الله (1) علي كل من ضحي بنفسه من أجل الإسلام ولله در القائل:
يــــا شهيداً نســـج المجد وســــــــــــاماً
وسقانا من كــــؤوس العز جامــــــــــــا
و تراءى في ســـــــماء النصر برقـــــاً
راحلاً يلقي عـلى الدنيا السلامــــــــا
و تهادى في دروب الموت يسقـــــــــــي
روضة العزم جهــــــــــاداً وإنتقامـــــــــا
ثغرك الباسم لحــــــــــن من إبــــــــــتـاءٍ
صاغ معنى المو ت حبــــاً و غراما
أرانا كــــــــــــــيف أن الدم يروي
قصة الأمجاد ناراً و ضرامــــــــــــــاً
وجهك الوضاء مــــــــــــا زال يرينا
عاشقاً قد ذاق بالعشق الحماما
عاشـــقاً قد تـــــــيم الروح فداءاً
و بغير الموت لم يرضـــى وساماً
لم يرى الــــدنيا رياضاً من نعيم
و جناناً يرتـــضى فيــــها المقاما
بل سرى فيـها كطيف من ضياء
لاح فيها ثم أسلمهـــــــا الظلاما
و مضى للخلــــــد تحدوه خطاه
فبها تحلو منادمة النــــــــــدامى

*************************************
المراجع
مفكرة الاسلام بتصرف
و. الدولة العثمانية فى التاريخ الحديث .
و. الدولة العثمانية المفترى عليها .
و. عوامل نهوض وسقوط الدولة العثمانية .
و. أطلس تاريخ الإسلام . و. موسوعة التاريخ الإسلامى
Reactions:

تعليقات