داخل متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية: حكاية المدينة منذ العصر الفرعوني
يعد متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية من أبرز المعالم الثقافية في مصر، حيث يجسد تاريخ المدينة العريق منذ عصور الفراعنة وحتى العصور الحديثة. يضم المتحف مجموعة متنوعة من القطع الأثرية التي تعكس الحضارة المصرية القديمة وتأثيرها على الثقافات الأخرى، مما يجعله وجهة مهمة للزوار والباحثين على حد سواء.
اكتشاف 111 قطعة أثرية
تعود قصة المتحف إلى عام 1993، عندما تم العثور على 111 قطعة أثرية أثناء عمليات الحفر لبناء مكتبة الإسكندرية الجديدة. هذه القطع تعود إلى العصور الهلنستية والرومانية والبيزنطية، مما يشير إلى تاريخ المدينة الغني وتنوع ثقافاتها. ومن بين هذه القطع، تمثال رأس الإسكندر الأكبر، الذي يعد أحد أبرز المعروضات، بالإضافة إلى رأس قيصرون والملكة برينيكي الثانية، والتي يُعتقد أنها تعود للملكة كليوباترا السابعة.
شهادة على الهوية الثقافية
تعتبر منى دباس، وكيل المتحف العام، المتحف شهادة حية على الهوية الثقافية لمصر وحضارتها الخالدة. تقول إن المتحف يقدم للزوار تجربة فريدة من نوعها، حيث يمكنهم استكشاف تاريخ المدينة من خلال مجموعة متنوعة من القطع الأثرية. يتضمن المتحف أقسامًا متعددة، تشمل آثار العصر الفرعوني، والعصر البطلمي، والروماني، بالإضافة إلى قاعات مخصصة للفن القبطي والإسلامي.
تصميم المتحف وتجربة الزوار
تم تصميم المتحف بطريقة تتيح للزوار التفاعل مع المعروضات بشكل فعّال. يمكنهم تتبع مسار الزيارة وفقًا لمعايير تتماشى مع السغرافيا المعاصرة، مما يسهل عليهم التمييز بين مختلف الموجات الحضارية. الإضاءة في المتحف، سواء كانت طبيعية أو اصطناعية، مُعَدّة لتحسين رؤية القطع الأثرية، مما يضيف بعدًا جديدًا لتجربة الزوار.
تقنيات حديثة للحفاظ على التراث
يستخدم المتحف تقنيات حديثة لتوثيق القطع الأثرية، مثل المسح الثلاثي الأبعاد والتصوير التحويلي الانعكاسي (RTI). هذه التقنيات تساعد في دراسة تفاصيل القطع بشكل دقيق، مما يضمن الحفاظ عليها للأجيال القادمة. كما يعمل المتحف على تعزيز المجموعات المتحفية بمختلف الطرق التي تتماشى مع معايير الحفاظ على القطع الأثرية.
تواصل مع المجتمع
يحرص المتحف على التواصل مع المجتمع، خاصة الأطفال، من خلال سلسلة من الأنشطة الثقافية والفنية. يتم تنظيم ورش عمل وفعاليات تهدف إلى ترسيخ قيمة التراث وأهميته لدى الجيل الجديد، مما يشجعهم على الانخراط في الحفاظ على هويتهم الثقافية.
تجربة جديدة للمكفوفين
في إطار الجهود لتعزيز الشمولية، بدأ المتحف بتطبيق تجربة جديدة لمساعدة المكفوفين على فهم القطع الأثرية. تم إضافة لوحات منحوتة ذات أبعاد قليلة بجوار القطع الأثرية، مما يساعد المكفوفين على تخيل شكلها وأبعادها. هذه المبادرة تُعد الأولى من نوعها في مصر، وتعتبر خطوة هامة نحو تعزيز الوصول إلى الثقافة والتراث لكافة فئات المجتمع.
أبرز المعروضات
من بين المعروضات البارزة في المتحف، نجد تمثال الرب جوتي في هيئة "أبو منجل"، وتمثال الرب جحوتي في هيئة قرد بابون، ورأس الإسكندر الأكبر الذي يتوسط القسم اليوناني الروماني. كما يتم عرض رأس برينيكي الثانية ورأس قيصرون، مما يعكس التاريخ الغني للمدينة ويجذب الزوار من جميع أنحاء العالم.
الخلاصة
يُعتبر متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية منارة للثقافة والتاريخ، حيث يسهم في الحفاظ على التراث المصري وإبرازه للأجيال القادمة. بفضل جهود القائمين عليه، أصبح المتحف مركزًا للتعلم والاكتشاف، ويعد بمثابة جسر يربط بين الماضي والحاضر، مما يعزز الهوية الثقافية لمصر ويظهر جمال حضارتها الخالدة.
تعليقات
إرسال تعليق